3. أضيئوا في العالم
"إذًا يا أحبّائي كما أطعتم كل حين،ليس كما في حضوري فقط،بل الآن بالأولى جدًا في غيابي،تمّموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ" [12].
لم يقدم لهم الرسول وصية جديدة، ولا يحثهم على وصية كمن قد كسروها، فهم دومًا حاملون سمة الطاعة، لكنه يطلب المزيد سواء في حضوره أو في غيابه عنهم بالجسد.
- يليق بنا ونحن نقدم نصائح أن نصحبها بالمديح، بهذا تصير النصائح مقبولة... كما فعل بولس هنا كمثالٍ. انظروا بأي تمييز فريد يقول: "إذًا يا أحبائي". انه لم يقل "كونوا مطيعين" إلا بعد أن مدحهم بالكلمات: "كما أطعتم كل حين" بمعنى أنني لست أقدم أناسًا آخرين كقدوة لكم، بل أقدمكم أنتم أنفسكم مثالاً.
- لماذا "الآن بالأولى جدًا في غيابي"؟ نعم، ربما يبدو أنكم كنتم تفعلون كل شيء تقديرًا لي، خشية العيب، لا يكن الأمر هكذا. فإن فعلتم هذا بوضوح في حضوري فإنكم إذ تجاهدون بأكثر غيرة وحمية في غيابي فهذا برهان واضح أن ما كنتم تفعلونه ليس من أجلي، وإنما من أجل الله.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"تمموا خلاصكم بخوفٍ ورعدةٍ"، فالخلاص هو حركة دائمة حية، وسلوك لا يتوقف حتى يتم حين يصيرون على قياس ملء قامة المسيح، فلا خلاص بدون مثابرة وسهر. أما الخوف والرعدة فيشيران إلى الحذر الشديد والجدية الحازمة مع النفس، وإدراك حقيقة المعركة ضد قوات الظلمة.
"تمموا خلاصكم": للإنسان دور في تتميم الخلاص, فالخلاص عمل مشترك بين الله الذي يوجد فينا الرغبة في الخلاص, ويهبنا المعونة للانتصار على الخطية, ويزرع فينا الفضيلة, وبين الإنسان الذي يتمم الخلاص بعمل الأتي:
1- يقبل الخلاص المقدم لنا على عود الصليب.
2- يقبل المعمودية كموتٍ ودفنٍ وقيامةٍ مع المسيح.
3- يقبل سرّ الميرون، ثم ممارسة سر التوبة والاعتراف, وسرّ الإفخارستيا.
4- يترجم الإيمان النظري إلى إيمان عملي، أقصد الأعمال الصالحة، الإيمان العامل بالمحبة.
"وبخوفٍ ورعدةٍ" [12]: ليس خوف المهانة والمذلة، ليس خوف العبيد، وإنما خوف الأبناء. الخوف والحذر لئلا تخدعنا الحية القديمة أو الذات الماكرة، فنسقط ونهلك ونُحزن قلب الآب علينا.
- كان مثل هذا الخوف لدى بولس، إذ يقول: أخاف "حتى بعدما كرزت للآخرين لا أصير أنا نفسي مرفوضًا" (1 كو 27:9). فإن كان بدون عون الخوف لن تتحقق الأمور الزمنية، كم بالأكثر الأمور الروحية. فإني أود أن أعرف من تعلم الحروف (التي ينطق بها) بدون خوف؟ من صار بارعًا في أي فن بدون خوف؟...
من أين ينتج الخوف؟ إن كنا نحسب الله حاضرًا في كل مكان، يسمع كل الأشياء، ويرى كل شيء، ليس فقط ما يُمارس بالعمل وما يُقال، بل أيضًا وما في القلب وفي أعماق النفس، إذ هو يميز أفكار القلب ونياته (عب 12:4). فإن كنا ندرك ذلك، لن نفعل شيئًا أو ننطق به أو نتخيله إن كان شريرًا.
أخبرني، إن كان يلزمك أن تقف دومًا بجوار شخص الحاكم أما تقف بخشية؟ فكيف تقف في حضرة الله وأنت تضحك أو تلقي بظهرك إلى خلف ولا تخف وترتعد؟ لا تستهن بطول أناته، فإنها لكي تجلبك للتوبة، إذ هو طويل الأناة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
- أنه ذاك الإنسان الذي تمّم خلاصه بخوفٍ ورعدةٍ. أنه ذاك الذي يسير بكل حرصٍ وسط فخاخ وشباك وشهوات هذا العالم، ويطلب نعمة الرب وعونه، ويترجّى برحمته أن يخلص بالنعمة.
القديس مقاريوس الكبير
- الأراضي المنخفضة تمتلئ، والأراضي المرتفعة تجفّ. النعمة هي مطر. فلماذا تتعجّبون إذن إن كان الله يقاوم المتكبّرين، ويعطي نعمة للمتواضعين (يع 4: 6)؟ لذلك القول: "بخوفٍ ورعدة" يعني بتواضعٍ. "لا تستكبر بل خفْ" (رو 11: 20). خفْ حتى تمتلئ، لا تستكبر لئلاّ تجفْ!
القديس أغسطينوس
"لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا،من أجل مسرته" [13].
إنها نعمة الله القادمة أن تقدس الإرادة، وتهب قوة لعمل الصلاح، أي تحقق الإرادة الصالحة بالسلوك العملي. فهو خالق النفس والجسد، واهب الإرادة ومعطي القوة وكل الطاقات التي للإنسان. وهو يقدم هذا من أجل مسرته بالإنسان ليكون أيقونة له.
"لأن الله هو العامل فيكم أن تريدوا وأن تعملوا" [13] هذه الآية تطمئنا، وتوجه نظرنا لله العامل فينا. إنها تهبنا روح الرجاء فعندما نشعر أن الله القادر على كل شيء ليس ببعيدٍ عنا، وإنه قادر أن يصد عنا كل حروب عدو الخير، عندئذ تستريح قلوبنا.
"من أجل مسرته" [13]: يسر بأبنائه كما يُسر بابنه الوحيد.
يتساءل القديس يوحنا الذهبي الفم كيف يقول المرتل: "اعبدوا الرب بخوفٍ واهتفوا (افرحوا) برعدةٍ" (مز 2: 11)؟ وإن كان الله هو العامل فينا، فكيف نتمم خلاصنا بخوف ورعدة؟
- لا تخافوا حين أقول: "بخوفٍ ورعدةٍ". فإنني لست أقول بهذا المعنى أن تتوقفوا عن العمل في يأس، وأن تظنوا أن الفضيلة أمر يصعب بلوغه، وإنما أن تقتفوا أثرها، ولا تضيعوا أوقاتكم في مساعٍ باطلةٍ. فإن كان حالكم هكذا فإن الله يعمل كل شيء. ألا ترون: "الله هو العامل فيكم". فإن كان هو العامل، فمن جانبنا ليكن لنا فكر حازم متمسك غير متهاون.
القديس يوحنا الذهبي الفم
- لا تخافوا فإنكم لستم منهزمين، فإن كلاً من الرغبة القلبية والعمل هما من الله، فحيث تكون لنا الإرادة هو يزيد إرادتنا. كمثال: أرغب أن أمارس بعض الأعمال الصالحة، أنه هو الذي يعملها بذاتها، وبها أيضًا يعمل في الإرادة. يقول الرسول هذا من تقواه العظيمة إذ يحسب كل أعمالنا الصالحة هي هبات النعمة.
إذ يدعوها هبات، لا يٌضعف من حرية الإرادة، بل يمنحنا حرية الإرادة. فيقول: "العامل فينا أن تريدوا". لا يحرمنا من حرية الإرادة، بل يُظهر أن بعملنا الصالح ذاته نزيد رغبتنا القلبية في الإرادة. فالعمل يجلب عملاً، وهكذا عدم العمل يجلب عدم عمل. هل تعطي صدقة؟ فان هذا يحثك ان تعطي أكثر. هل ترفض العطاء؟ ستصير بالأكثر غير ميال إلى العطاء.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"افعلوا كل شيء بلا دمدمة ولا مجادلة" [14].
يقدم لنا الرسول سبع نصائح هامة تعيننا في تتميم خلاصنا بخوف ورعدة (14-16):
1- افعلوا كل شيء بلا دمدمة [14].
2- ولا مجادلة [14].
3- تكونوا بلا لوم [15].
4- بسطاء [15].
5- بلا عيب [15].
6- في وسط جبل معوج وملتو تضيئون بينهم كأنوار في العالم [15].
7- متمسكين بكلمة الحياة [16].
يحثنا الرسول أن نمارس حياتنا الجديدة ونتمم الوصية بفرحٍٍ، في طاعة تنبع عن أعماق القلب، وليس بترددٍ وتذمرٍ وجدالٍ. قدم الله وصيته لنجد فيها لذة الطاعة له كمحبوبنا، لا لتكون موضوع جدال نظري تفسد سلامنا الداخلي. فإن المنازعات والمجادلات الغبية تفسد العينين عن معاينة الحق والتمتع بعذوبة الشركة في النور.
تشير الدمدمة إلى الشكوى الخفية التي تثور في النفس والتردد. تعتبر الدمدمة المرحلة الأولى من التذمر، وتنتج من ضعف المحبة وقلة الصبر وضيق القلب.
- ألم تلاحظوا أنه يعلمهم ألا يتذمروا (دمدمة)؟ ليُترك التذمر للعبيد الذين ليس لهم مبادئ وأردياء. اخبروني أي ابن هو هذا الذي يتذمر دومًا عندما يعمل في شئون أبيه، والذي يعمل لصالحه... لماذا يتذمر من يعمل بحرية إرادته وليس عن اضطرار؟ من الأفضل ألا يفعل شيئًا من أن يفعله بتذمرٍ، فإن العمل نفسه يفسد.
- الدمدمة (التذمر) لا تٌطاق، هي مرعبة للغاية، على حافة التجديف... المتذمر جاحد لله، ومن كان جاحدا لله يصير مجدفًا.
- إذ يجد الشيطان نفسه بلا سلطان أن يسحبنا من ممارسة ما هو حق يرغب في إفساد مكافأتنا بوسائل أخرى. فانه يبحث عن فرصة لكي يدس في فكرنا الكبرياء أو المجد الباطل، وإن لم يستطع ذلك يدس الدمدمة، وان لم يجد فيدس الريب والشك. انظروا كيف يدفع هذه الأمور بكل قوة إلى الخارج.
القديس يوحنا الذهبي الفم
المجادلة أي المناظرة والمناقشة بأسلوب يشوبه الكبرياء والتمسك بالرأي، وهذا ضد الحياة المسيحية المقدسة المحبة. والمجادلة هنا جاءت في اليونانية لتعني الشك (1 تي 8:2).هذا و يثور الجدال بسبب تشامخ الإنسان على أخيه.
- ماذا يعني "ولا مجادلة"؟ أي الحوار المستمر إن كان هذا أمر صالح أم غير صالح؛ لا تدخلوا في مجادلات.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"لكي تكونوا بلا لوم وبسطاء،أولادًا لله بلا عيب،في وسط جيلٍ معوجٍ وملتوٍ،تضيئون بينهم كأنوارٍ في العالم" [15].
إذ نقبل الإرادة المقدسة من الله، ونتممها بقوته العاملة فينا، ونحيا بلا تذمر ولا جدال، نتمتع بحياة مقدسة تنعكس على أعماقنا الداخلية كما على سلوكنا مع أقربائنا ومع الله نفسه. لهذا يقول: "لكي تكونوا بلا لوم"، أي تحملون قدسية داخلية وطهارة ونقاوة قلب، لا موضع لعيبٍ في أعماقنا. وأما قوله: "وبسطاء" فتعني سلوكًا بسيطًا مع الغير، لا يحمل أذية لأحد. ونكون "أولادًا لله بلا عيب"، أي نكشف عن تمتعنا بشركة الطبيعة الإلهية.
بهذه الحياة بجوانبها الثلاث نصير ككواكبٍ مستنيرةٍ بشمس البرّ ومتلألئة تضيء العالم.
الكلمة اليونانية المترجمة هنا "أنوار" هنا تعني الكواكب المنيرة كالشمس والقمر والنجوم.
بسطاء: أي لا نظهر غير ما نبطن، بعيدين عن كل مكرٍ ودهاءٍ، ولا نخلط الشر بالخير.
"أولاد الله" هذا شرف وامتياز لنا، لكنه أيضًا مسئولية علينا، لأن الأولاد يجب أن يشابهوا ويماثلوا أباهم في الصلاح. يجب علينا أن نعيش بلا عيب لكي يكون لنا نصيبا مع مصاف القديسين.
"في وسط جبل معوج وملتو، تضيئون بينهم كأنوار في العالم": إذا كان الاعوجاج والالتواء أمر طبيعي في حياة أولاد إبليس، فإن النور والإضاءة شيء طبيعي في حياة أولاد المسيح.
- لأن الآباء القدّيسين الذين كانوا قبلنا امتلكوا كلمة الحياة، فقد صاروا أنوارًا العالم.
القديس كيرلس الكبير
يرى القديس يوحنا الذهبي الفم أن أولاد الله يضيئون وسط جيل معوج وملتوي، كما تضيء الكواكب في الليل، في وسط الظلمة، وتُحسب بلا عيب بسبب جمالها. نعم أن الظلمة المحيطة بالكواكب تعكس بهاءً أعظم على الكواكب، هكذا من يسلك باستقامة وسط جيلٍ معوجٍ وملتوٍ.
يرى العلامة أوريجينوس أن أولاد الله الذين بلا عيب يسيرون في وسط جيلٍ معوجٍ وملتوٍ، كما سار بنو إسرائيل في وسط البحر الأحمر، ولم تستطع المياه أن تقترب إليهم وتغرقهم.
- إن كنت ابن إسرائيل (الروحي) يمكنك أن تسير على أرض جافة وسط البحر. إن كنت ملتزمًا أن تسير وسط شعبٍ معوجٍ وملتوٍ، ممسكًا بكلمة الحياة مثل نور شمس المجد، فإنه يحدث أن تسير وسط خطاة ولا يمكن لمياه الخطية أن تنسكب عليك، ولا تقدر موجة الشهرة أن ترش مياهًا عليك وأنت تعبر هذا العالم، ولا تقدر موجة الشهوة أن تلطمك. من كان مصريًا (وثنيًا) ويتبع فرعون (رمز إبليس) فيغرق في فيض الرذائل. أما الذي يتبع المسيح ويسير كما سار هو، فتصير المياه حاجزًا على اليمين واليسار (خر 22:14)، ويسير هو نفسه في الوسط على أرض جافة (خر 19:15)، لا ينحرف يمينًا ولا يسارًا حتى يبلغ إلى الحرية ويترنم بتسبحة الغلبة للرب قائلاً: "أسبح الرب، لأنه بالمجد تمجد" (خر 1:15)، بالمسيح يسوع ربنا الذي له المجد والسلطان إلى أبد الأبد. آمين.
- دخلت خيل فرعون بمركباته وفرسانه إلى البحر، ورد الرب عليهم ماء البحر. وأما بنو إسرائيل فمشوا علي اليابسة في وسط البحر" (خر 19:15). فإن كنت ابن إسرائيل يمكنك أن تمشي علي اليابسة في وسط البحر. إن كان يلزم أن تكون في وسط جيل معوج وملتوٍ تضيء بينهم كنور الشمس للمجد. يمكنك أن تسير وسط الخطاة، وسط ماء (سائل) الخطية دون أن يغمرك. يمكنك أن تعبر هذا العالم دون أن تنتثر أمواج الشهوة عليك، فلا تضربك موجة الشهوة.
العلامة أوريجينوس
- رغم إننا صرنا ظلمة بسبب الخطية فإن الله قد أطفى علينا جمالاً وبهاءً من خلال نعمته الفائقة. عندما يسود الليل ويلف الظلام كل شيء نجد أنه رغم أن بعض الأشياء تصير مضيئة بالطبيعة، إذ حل النهار، فإن مقارنتها بالظلمة لا تنطبق على الأشياء التي كانت معتمة قبلاً بالسواد. وهكذا تعبر النفس من الخطأ إلى الحق، وتتبدل صورة حياتها المظلمة إلى نعمة فائقة. انتقل بولس الرسول عروس المسيح من الظلمة إلى النور، إذ يقول لتلميذه تيموثاوس (1 تي 13:1)، كما العروس لوصيفاتها، إنه قد صار مستحقًا إن يكون جميلاً، لأنه كان قبلاً مجدفًا ومضطهدًا ومفتريًا ومظلمًا. ويقول بولس الرسول أيضًا أن المسيح جاء إلى العالم لينير للذين في الظلمة. إن المسيح لم يدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة، الذي جعلهم يضيئون كأنوار في العالم (في 15:2)، بحميم الميلاد الثاني الذي غسلهم من صورتهم السوداء الأولى.
- لنشعل لأنفسنا نور المعرفة. هذا يتحقق بزرع البرّ وحصاد ثمار الحياة، فإن العمل هو ابن التأمل، الأمر الذي نتعلمه بين أمور أخرى هو ما هو النور الحقيقي، وما هو النور الباطل، فنخلص من السقوط بغير حذر في الشر كأننا ساقطون في الخير. لنصبح نحن أنفسنا نورًا، كما قيل للتلاميذ من النور الأعظم: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14). بل ولنصر "كأنوارٍ في العالم، متمسكين بكلمة الحياة"، أعني نصير قوة محيية للآخرين. لنتمسك بالألوهة، ونقتبس نورًا من النور الأبهى الأول. لنسر نحوه مشرقين، قبل أن نتعثر في الجبال المظلمة المعادية (إر 42: 16). ما دام الوقت نهار فلنسلك بأمانة كما في النهار لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر (رو 13: 13)، التي هي أعمال الليل الشريرة.
القديس غريغوريوس النزينزي
- أرسلنا الله لكي نكون أنوار، ولكي نصير كالخميرة، حتى نعلم الآخرين، ونعيش كملائكة بين البشر، وكرجال بين أطفال صغار, وكأناس روحيين بين أهل العالم الحاضر، فيستفيدون منا، مثل بذور تنتج ثمارا وفيرة.
القديس يوحنا الذهبي الفم
- لنبعث بنورنا، حارين في الروح، مقتنين الخلاص من قوات الظلمة التي تحدرنا إلى الموت: "لأن أجرة الخطية موت" (رو 6: 23). هكذا تصير كلمات الرسول حقًا بالنسبة لنا نحن أيضًا: "قد أُبتلع الموت في غلبة، يا موت، أين شوكتك؟ يا هاوية، أين نصرتكِ؟" (1 كو 15: 54-55) ليتنا بطاعتنا لشمس العدل نستنير بنوره، ونتأهل للفهم والقوة، فنتبرر فيه. ليس فقط يليق بنا نحن نضيء أكثر من الثلج، لأن الله لا يخدع عندما يعد: "إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج" (إش 1: 18)، وإنما نشرق أيضًا بالنور للقادمين إلينا. ليتنا نعطي اهتمامًا لكلمات الرب: "أنتم نور العالم" (مت 5: 14).
القديس باسيليوس الكبير
|